
.جميع أصناف البشر موجودة بهذا النص، الطيب والظعيف والساذج والظالم والقذر، مشاهد إنسانية تدفعنا إلى التسائل دائماً
ورغم طول الفيلم يصفه النقاد بأنه تجربة وجدانية مؤثرة وممتعة للغاية ، فيحكي قصة جون كوفي ، الرجل الذي امتلك هبة خارقة للطبيعة وحاول مساعدة غيره بها ليقلل من وحشية هذا العالم فارتد الأمر عليه وأرسل للإعدام عن جريمة لم يرتكبها.
تدور أحداث فيلم the green mile في قرية صغيرة بها سجن يتألف من عدة أفرع , و يوجد هناك فرع اسمه ” الفـرع (إي) وهو خاص بالسجناء الذين حُكم عليهم بالإعدام , فيكون توم هانكس (بول) هو المسؤول عن هذا القسم قائد حرس أشهر سجن لتنفيذ حكم الإعدام في إحدى المدن الصغيرة بأمريكا والذي يبدأ بسرد قصته الغريبة على إحدى نزيلات دار المسنين التي يقضى بها ما تبقى من عمره.
بطريقة الفلاش باك حيث عام 1935 وقد أحُضِر إلى السجن أحد المحكوم عليهم بالإعدام (جون كوفى) ذا البشرة السوداء المتهم باغتصاب وقتل فتاتين صغيرتين ورغم حجمه الضخم وملامحه الغليظة إلا أنه بدت عليه علامات الطاعة والمسالمة بشكل غريب وكان دائم البكاء، وتمضي الأحداث بشكل عادي حتى تبدأ الإثارة في الفيلم عندما يقوم (جون) بمساعدة (بول) في التخلص من ألمه الذي عاناه بوجود حصوة في المسالك البولية بمجرد لمسه وإخراج المرض من جسده بصورة رماد من فمه,
القصة الأساسية للفيلم تحكي عن شابٍ أسمر البشرة يواجه نبذ المجتمع له على الرغم من نواياه وأفعاله الطيبة، وطوال أحداث الفيلم تجد نفسك في صفوف المدافعين عنه بشراسة ضد عنصرية وهمجية أعداؤه، ولكن كنتيجة متوقعة لكل تلك المواجهات يتم الحكم على هذا الشاب (جون كوفي) بالإعدام بتهمة قتل طفلين كان في الأصل يحاول مساعدتهما ولكن بنيته الجسدية الضخمة ولون بشرته حوّلا تلك المساعدة إلى جريمة في أعين أهالي الطفلين وجيرانهم.
فيلم the green mile مأخوذ عن قصة للكاتب الأمريكي “ستيفن كينج” وإخراج المخرج المعروف فرانك دورابونت وبطولة توم هانكس الاسم الغني عن التعريف.
الممثل الذي أضاف للتمثيل قيمة مختلفة !! فهو دائمًا له بصمة ونكهة خاصة به فلا أحد يشبهه في السينما,وأعتقد أنه لا يكرر نفسه في اي دور يؤديه.
والممثل الأسمر الراحل مايكل كلارك دنكان والذي يتميز بضخامة الملامح والحجم والصوت, ولكنه على ذلك استطاع نقل صورة الإنسان المظلوم,والذي تسببت ملامحه وبشرته السوداء في توقيع أقسى درجات الظلم عليه.
كما أنه أدى ببراعة شخصية المسالم الروحاني رقيق المشاعر الذي يبكي تأثرا رغم ملامحه التي لا توحي بذلك.
هذا الفيلم فيلم إنساني من الطراز الأول, يحملنا لعالم روحاني بعيدا عن عالمنا الذي طغت عليه المادية وسادت فيه قيم الأنانية وامتلكته.. ربما هي دقائق قليلة التي تشاهدون فيها الفيلم, لكنني على ثقة أنكم ستكتسبون من مشاهدته بعدًا مختلفاً ورؤية جديدة للحياة.