
“ميمنتو” فيلم عبقري جدًا. هو انطلاقة المخرج الكبير كريستوفر نولان الحقيقية بعد النجاح الذي ناله لفيلمه الأول 1998 – The Following والذي كان مشابهًا نوعًا ما لنمط “ميمنتو” بسير الأحداث، فبميزانية 6000 دولار فقط وكاميرا تصوير رديئة وطاقم بعضهم أقرباء لنولان، استهل رحلته السينمائية الأولى نحو المجد. “ميمنتو” أول فيلم من إنتاج إستديو حقيقي وميزانية حقيقية وطاقم متكامل لنولان، فوظّفهم أحسن توظيف وصفّف القطع على طاولة الشطرنج ليستفتح تحفته الخالدة “ميمنتو” المعقدة جدًا.
يبتكر ليونارد طريقه لتساعده في التذكر من خلال كتابة ملاحظات على ورق، والتقاط صور فورية بولارويد، ووشم ما يعتقد انها حقائق على جسده. تأتي لحظة في الفيلم عندما يواجه ليونارد بسؤال “لماذا تريد الإنتقام وأنت لن تتذكر ذلك فيما بعد؟” ليأتي جوابه ” زوجتي تستحق الانتقام سواء تذكرت أم لم أتذكر “.
هذا الجواب هو مركز الفيلم والقصة التي تضعنا في الحالة الذهنية للبطل وما يشعر به كواجب أخلاقي، فبدلاً من التحقيق في قضية مقتل الزوجة يصبح الإنتقام هو المحور.
يتم تقديم الفيلم على شكل تسلسلين مختلفين من المشاهد التي تتخللها أثناء الفيلم: سلسلة بالأبيض والأسود تُعرض بالترتيب الزمني وسلسلة من التسلسلات اللونية معروضة بترتيب عكسي (محاكاة للجمهور الحالة العقلية للبطل)
. يلتقي التسلسلان في نهاية الفيلم وينتجان قصة واحدة كاملة ومتماسكة.
عنصر القصة كان مميزا بالفيلم فقد قدم لنا شقيق المخرج ” جونثان نولان ” قصة معقدة تمتلك الكثير من الأنسانية والدراما عن شخصيه اكثر تعقيدا تعانى من فقدان الذاكرة القصيرة بل ولا تكتفى بذلك بل تحاول خداع نفسها من اجل الحصول على شيء يستحق الحياة دائما ويجعل ” ليوناردو ” فى مزاج انتقامى دائما ليتحول الى اداة للقتل والأنتقام من المجتمع بأكمله , قام ” جونثان ” ببناء عالم مميز على الصعيد الأجرامى فستشعر اثناء احداث الفيلم ان الجميع من حولك مجرمون ومخادعون يحاولون ايذاء ” ليوناردو ” , وكما وفق الكاتب بالقصة وفق ايضا بنهاية القصة او لحظة التنوير فجاءت مفاجئة ومنطقية كثيرا وفقا لأحداث الفيلم .
I can’t remember to forget you
مضمون وغاية الفيلم قد تكون مبهمة للمشاهد فى معظم احداث الفيلم حتى تأتى النهاية لتربط الأحداث ببعضها وتجعل المشاهد يصل الى لحظة التنوير فقد قدم ” جونثان ” مضمونا يتحدث عن الخداع فالبطل طيلة الأحداث يتعرض للخداع من من حوله من شخصيات قريبة او بعيدة يستغلون حالته بل والبطل ذات نفسه يعيش فى صراع داخلى وخداع عقلى.
فيلم كمجمل اكثر من رائع ويستحق المكانة الكبيرة التى حظى بها فى هوليود لأنه كان بداية لنوعية من الأفلام الغامضة والغريبة من الناحية الأخراجية وان كانت هذه التيمة الاخراجية ابتدئها ” كوينتن تارانتينو ” من قبل , فيلم يستحق المشاهدة ولن تشعر بتلك الحالة التى يمتلكها ” ليناردو ” بعد انتهاء الفيلم فهو فيلم من الصعب نسيانه .