
فيلم “Interstellar” للمخرج الكبير “كريستوفر نولان “تم عرضه بجميع أنحاء العالم عام 2014، يعتبر رحلة مشوقة للعقل ويعد أغرب تجربة سينمائية لـ”نولان” منذ فيلمه “Inception” الذى عرض عام 2010.
وعلى عكس ” Inception” يستند فيلمه الحالى “Interstellar” على مفاهيم علمية حقيقية مثل النجوم النيوترونية، وحركة دوران الثقوب السوداء فى الفضاء، وتمدد الزمن، لابد أن تكون على درايه حتى ولو طفيفة بهذه المفاهيم قبل مشاهدته حتى لا ينتهى بك الأمر إلى الشعور بعدم الإدراك قليلا خلال متابعتك للفيلم.
تنتشر الأتربة في بقاع اﻷرض، والأمراض التي تضرب الموارد الطبيعية، ويصبح الجنس البشري معرض للفناء؛ بسبب نقص الطعام وانتشار الأوبئة، ولذلك يسعى مجموعة من المستكشفين بقيادة الطيار (كوبر) إلى السفر في رحلة فضائية مجهولة من خلال الثقب الدودي من أجل البحث عن موطن وكوكب آخر يصلح للحياة من أجل إنقاذ البشرية.
الأداء التمثيلى كان أكثر من رائع من قبل اغلبية طاقم العمل ويأتى على المقدمه بالطبع الممثل المميز ” ماثيو ماكونهى ” والذى قدم شخصية ” كوبر ” على أكمل وجه بأسلوب بسيط خالى من التكلف او التصنع فهو من الممثلين القلائل الذين يقدمون ادوار طبيعية وممتعه وأرى انه يستحق وبدون مبالغة.
الترشح للمرة الثانية على التوالى للأوسكار هذا العام فقد قدم ادائا دراميا مميز بفيلم من المفترض ان مضمونه الخيال العلمى ان لم تصدق فيمكنك مشاهدة مشاهد الزمكان ومشهد رسائل ال23 عام ومشهد النهاية لتتأكد بنفسك فقد اثبت مرة اخرى انه ممثل مميز تأخر كثيرا توهجه , ” انى هاثاوى ” ايضا قدمت اداء مميز بالفيلم فى شخصية ” ايمليا ” والتى تثق كثيرا فى والدها وترى ان الرحلة الأستكشافية هى امل البشرية الوحيد , ربما طبيعة الدور كانت اقل حجما من ناحية الدراما والظهور من ” كوبر ” ولكنها قدمت البطولة النسائية بشكل وجيد.
بالحديث عن البطولة النسائية ربما تفوقت هذه المرة ” جيسيكا شاستين ” على ” انى ” فى تقديم شخصية ” ميرف ” الشابة بعفويتها وعمقها , فى الحقيقة لم اكن من عشاق ” جيسيكا ” وكنت اراها ممثله عادية ولكنها اثبتت لى عكس ذلك فى شخصية ” ميرف , كذلك كان الحضور مميز للغاية لـ ” مايكل كين ” و ” كيسى افليك ” و ” ويس بينتلى ” و ” جون ليثجو ” و ” ديفيد جياسى ” , ربما سأتوقف قليلا على الأداء الأكثر من رائع للطفلة الصغير ” ماكانزى فوى ” والتى لا تبلغ من العمر اكثر من 14 عام ولكنها قدمت شخصية ” ميرف ” الصغيرة وكأنها ممثلة كبيرة وخبيره ارتدت عباءة الطفلة فقد كان ادائها التمثيلى والدرامى مذهلا بالنسبه لى .
على مستوى الأداء التقنى بالعمل كان ضمن عوامل نجاح الفيلم بنسبه كبيرة بالنسبه لى بداية من المؤثرات البصرية المميزة والمقنعة فقد كان امرا متوقعا عندما اعلن صناع العمل ان ميزانية انتاج الفيلم تخطت ال165 مليون دولار أمريكى وهو رقم يؤكد على ضخامة الأبهار البصرى بهذا العمل وهو من العوامل الجاذبه لأى متفرج .
الأخراج فى هذا العمل كان ابداعيا كعادته ” نولان ” يقدم زوايا تصوير ومواقع لم تقدم من قبل ولا يكتفى فقط بتقديم المتعة من خلال المؤثرات او القصة بل يقدم المتعه بأسلوبه الفريد من نوعة فى الأخراج , كما اثبت ” نولان ” ان انفصال مدير التصوير ” والى فستر ” عنه لم يؤثر على مستوى افلامه فقد ظهر الفيلم بمستوى تصويرى واخراجى يضاهى افلامه السابقه , طاقم الملابس والديكورات ايضا كان مميزا ووضح الجهد الكبير المبذول بالعمل من مشاهد الأرض الى مشاهد الفضاء.
وكالعادة لا يمكننا ان ننسى الموسيقار المبدع ” هانز زيمر ” والذى شعرت ربما فى بداية الفيلم بغيابة عن العمل قليلا ولكن مع بداية احداث الفيلم الحقيقة ظهرت مقطوعاتة والحانه المميزة التى تخترق اذن المشاهد وتمتعه بألحان تضيف رونقا مميزا وملائما الى احداث الفيلم لكى يثبت نجاح الثلاثى ” كريستوفر ” المخرج و ” جونثان ” المؤلف ” و ” هانز ” الملحن فى كل فيلم يقدموه معا .
الفيلم بعض الناس تعتقده انه خيال عالمي لابعد الحدود ولكني اعنقد ان هذا الفيلم لا علاقة له بالخيال الفيلم ان اريد ان تصنيف لم اجد له تصنيف وان وجد يصنف قسم الافلام الخرافية الفيلم يحرك عقلك بطريقة غريبة مثل ما فعل هذا المبدع بنا في رائعته Inception الخرافية التي ماوالت حتي الان اشاهدها .
انها عقلية غير موجودة في بعض المخرجين الان عقلية غير طبيعة .
افلام هذا الرجل لا تخطب عينك ولا قلبك كما يريد البعض ان يشعر بها انما تخاطب عقلك تفكيرك تجعل منك شخص يفكر طوال الوقت في شئ يستفيد منه الاخرون تجعل من عقلك نشاط غير طبيعي